العنوان الأصلي القديم للسفر كان "كتاب كل امة ابن سيراخ"
وفي النسخ السريانية على وجه الخصوص دعي السفر سفر الحكمة لـ "بار أسير"
حيث أن لفظة بار في السريانية تعني ابن سواء في العبري أو العربـي وأما سيرا فهي تخفيف لسيراخ
وفي نسخ أخرى "يشوع بن سمعان" المسمى بن سيرا ( وتعني ابن الأسير)
وفي غيرها "يشوع بن ألعازر بن سيرا".
مَـنْ هـو يــشـــوع؟
كان من وجهاء أورشليم فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمة فكتب فيها.
ويشير إلى أنه واجه الكثير من التجارب والضيقات غير أن الرب قد خلصه منها ومع كل ذلك فكان يعيش حياة هادئة. وعن حياته الاجتماعية فقد كان متزوجاً من امرأة فاضلة أحسن اختيارها، رزق منها بأولاد أحسن تربيتهم في حزم.
(سمعان بن يشوع بن ألعازر بن سيراخ)
يشوع اسم عبري معناه (يهوه خلاص). سمعان اسم عبري معناه (مستمع).
ألعازر اسم عبري معناه (الله قد أعان).سيراخ ربما لفظة آرامية تعني أسير(سيرا).
و يوجد في الكتاب المقدس أحد عشر شخصية بإسم يشوع، هم على الترتيب:
1- يشوع بن نون تلميذ موسى النبي.
2- رئيس أورشليم في أيام يوشيا وبه سمي باب يشوع.
3- رئيس الفرقة التاسعة للكهنة.
4-لاوي في مدينة من مدن الكهنة في أيام حزقيا.
5- رئيس كهنة أبن يهوصاداق.
6- رجل من بني نجث موآب و رئيس عشيرة عادت مع زربابل.
7- رأس عائلة لاوية عادت مع عزرا.
8-لاوي أب أحد الذين عدوا مع عزرا.
9-أبو عازر و رئيس المصفاة في عهد نحميا.
10-لاوي قرأ الشريعة.
11- يشوع بن سيراخ.
* هذا بالإضافة إلى مدينة سميت يشوع سكنها بنو يهوذا بعد رجوعهم من السبي.
كـــاتـب السـفـــر:
كاتب السفر هو حفيد ابن سيراخ كما يتضح من الأصول العبرية حيث يرد(سمعان بن يشوع بن أليعازر بن سيراخ).
تــاريــخ كتــابـة الـسـفـــر:
عاش ابن سيراخ في أورشليم سنة 200ق.م، ويرجع تاريخ سفره إلى 180ق.م،
حيث أن حفيده والذي نقل السفر إلى اليونانية، يفيدنا بأنه باشر العمل بعد السنة 38 من ملك أورجيتيس الملك وهو بطليموس السابع(170_116) أو بعد سنة 132ق.م ويمكننا أن نفترض أن جده قد وضع السفر قبل خمسين سنة.
اللــغــة الأصلــية للسفـــر:
كانت الآرامية هي اللغة الدارجة التي يستخدمها الكثير من اليهود في فلسطين، في أيام ابن سيراخ، بينما كانت العبرية هي لغة الدارسين(لسان الحكماء كما يسميها التلمود) مثلما في ذلك مثل اللغة اللاتينية في العصور الوسطى في أوروبا هذا وقد ظلت اللغة العبرية لغة أدبية حية حتى عصرنا هذا.
هناك إجماع عام على أن النسخة الأصلية للسفر قد دونت باللغة العبرية، حتى قبل اكتشاف أجزاء عبرية من السفر في كل من قمران وقلعة مسادا والمجمع اليهودي في مصر القديمة ، ويقول القديس جيروم أنه رأى الأصل العبري بنفسه وامتلك النسخة العبرية وإن كنا لم نعد نسمع عنها فيما بعد إلا من خلال كتابات الربيين اليهود أنفسهم.
أقسام السفر:
ينقسم سفر يشوع بن سيراخ إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: ويشمل الإصحاحات من 1 – 43.
وهذه كلها تضم الكثير من الحكم التي تأخذ طابع سفرى الأمثال والحكمة لسليمان الحكيم . وهى حكم ونصائح ووصايا لنوعيات مختلفة من الناس للآباء وللأبناء وللرؤساء وللمرؤوسين وللأغنياء وللدون. وكلها تحض على الفضيلة والعدل وعدم الاتكال على المال وعدم الاستكبار وصنع الرحمة للفقير والمريض ومجاملة الحزين ومعايشة الناس في محبة وتجنب الحلفان وفحش الكلام والنجاسة وشهوة البطن وعدم إتباع العرافة والتطير والأحلام ومسامحة الناس واحترام الكبار وعدم التعالي على المرؤوسين وعدم المحاباة الوجوه وتقديس العشور والبكور.
القسم الثاني: وتشمل الإصحاحات من 44 – 50.
وفى هذا القسم مجد الكاتب أفاضل الآباء والأنبياء والملوك والقادة والقضاة والكهنة من بنى إسرائيل. ويتحدث عن سيرهم ويذكر لهم برهم وتقواهم وبطولاتهم وغيرتهم والمجد الذي نالوه من الرب. وفى نهاية هذا القسم يذكر كاتب السفر اسمه بقوله (رسم تأديب العقل والعلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه) س50 : 29.
القسم الثالث: وهو الإصحاح الأخير من السفر الذي هو الإصحاح الواحد والخمسين.
وفى هذا الإصحاح يختم الكاتب السفر بالصلاة للرب معترفا بقدرته ومسبحا له على جوده ورحمته التي صنعها معه حيث قبل صلاته في صباه ومنحه الحكمة والفطنة والذكاء والاستقامة والطهارة والقدرة على التعليم.
سفـر يشوع بن سيراخ
قــانونـية الـســفـــر:
1- يعد سفر يشوع ابن سيراخ أكثر الأسفار القانونية الثانية قبولاً وتقديراً بين كل من اليهود والبروتستانت ولذلك فهو أقلها اعتراضاً عليه من جهتهم. لقد اقتبس الربيين اليهود كثيراً جداً وذلك في كتاباتهم وتعليمهم.
2- قد نظر إليه الأخوة البروتستانت نظرة إجلال وتقدير , ويقول "سمعان كلهون" صاحب كتاب(مرشد الطالبين) رغم تعصبه الشديد وانتقاضه الحاد لتلك الأسفار "إن الأفضل بين كتب الأبوكريفا هو سفر يشوع بن سيراخ الذي يمكن أن يستفاد من قراءته كيفية تفسير اليهود لشريعتهم.
3- ولما رأت الكنيسة أن هناك بعض المحاولات للتلاعب في قائمة الأسفار القانونية سارعت بعقد المجامع المسكونية والمكانية للتأكيد على صحة وقانونية الأسفار ومنها:-
· مجمع نيقية سنة 325م.
· مجمع هيبو سنة 393م.
· مجمع قرطاجنة الأول سنة 397م.
· مجمع قرطاجنة الثاني سنة 419م.
ومن مجامع الكنيسة الكاثوليكية:
· مجمع فلورنسا سنة 1124م.
· مجمع ترنت سنة 1546م.( واعتبر الفولجاتا الترجمة المعتمدة لدىالروم الكاثوليك).
· مجمع القسطنطينية سنة 1642م.(مجمع الروم).
· مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870م.
4-كذلك فقد ورد السفر في قوانين الآباء الرسل ل(هيبوليتس) حيث تسبق الاقتباسات عبارة "كما يقول الكتاب" كما ضمن لائحة الكتب القانونية التي وضعها البابا(إينوقنيتوس) بابا روما في سنة 405م.
5-هناك قديسين وعلماء أقروا قانونية السفر و اقتبسوا منه في تعاليمهم وكتاباتهم مثل:- (القديس يوستينوس الشهيد. القديس كليمندس السكندري. العلامة ترتليان. العلامة أوريجانوس. القديس كبريانوس الشهيد. القديس ألكسندر. القديس أثناسيوس الرسولي. القديس أبيفانيوس. القديس جيروم. مار افرام السرياني. القديس باسيليوس الكبير. القديس غريغوريوس النزينزي. القديس أغسطينوس.
القديس غريغوريوس النيصي. القديس كيرلس الأورشليمي. القديس يوحنا ذهبي الفم) .
6- وهناك أيضاً مجموعة اقتباسات للعهد الجديد من السفر وهي:-
أسفار العهد الجديد سفر يشوع بن سيراخ
كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها ومن التفرس في امرأة ذات زوج و
فقد زنى بها في قلبه "مت28:5". من مراودة جارية وعلى سريرها لا تقف "سيراخ 24،23:41".
إن أردت أن تدخل الحياة فإن شئت حفظت الوصايا و أتممت ما
فاحفظ الوصايا "مت17:19" يرضيه بأمانة "سيراخ15:15".
أنزل الأعزاء عن الكراسي قلع الرب أصول الأمم وغرس المتواضعين
ورفع المتضعين "لو52:1". مكانهم "سيراخ 15:10".
سيجازي كل واحد حسب وكل واحد يلقى ما تستحق أعماله
أعماله "رومية 6:2". "سيراخ 14:16".
وهناك الكثير من هذه الاقتباسات.