ادارة المنتدي ربنا موجود
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1301 نقاط : 4027 شكر صاحب الموضوع : 3 تاريخ التسجيل : 03/03/2012 الموقع : onefamily3.yoo7.com
| موضوع: الصليب علامة الفداء والنصرة 3/8/2012, 18:04 | |
| لقد حمل السيد المسيح آثام البشر علي الصليب وفدى البشرية كلها ،، وجدد الخليقة كلها ,، منتصرا على الموت ،، " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية "
كما يقول القديس كيرلس الأورشليمى : " لقد بسط يديه على الصليب حتى يعانق العالم أجمع ،
إذ الجلجثة هي مركز العالم . هذا ليس من عندي بل يقول النبي : " فاعل الخلاص في وسط الأرض " مز 74 : 12 بسط يديه البشريتين هذا الذي بيديه الروحيتين أوجد السماء ، وسمرتا بالمسامير حاملا آثام البشر ، حتى إذا سمر في خشبة مات ، فيموت الإثم لنقوم في بر . "
**القديس كيرلس الأورشليمى - القمص تادرس يعقوب ملطى . المقال الرابع صفحة 193 - الطبعة الثانية
هذا هو أيمان الكنيسة المعروف للجميع ..
واليوم تواجه الكنيسة تيارا غريبا عن تعليمها من جهة الصليب وعقيدة الفداء والكفارة .. وفيه ينكرون عقيدة الفداء والكفارة وآن المسيح دفع الدين حاملا آثام البشر على الصليب .. تحقيقا للعدل الإلهي لحكم الموت الصادر عن الإنسان بسبب عقوبة التعدي .. وقد تعدوا ذلك بتوجيه اتهام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأنها تتبع أفكار ما أسموه لاهوت العصر الوسيط ..
وفى أحد الكتب التي تم نشرها للدكتور جورج بباوي يطرح هذا الفكر قائلا :
" هل ثمن الخطية هو دم المسيح. هذا السؤال، رغم أنه لا يستحق التفكير، لكن يجب التوقف عنده لبرهة، وذلك حتى لا يصبح إيماننا مجرد أفكار شعبية لا أساس لها في الواقع ولا في التاريخ ولا في الكتاب المقدس ولا عند الآباء، بل لا يجب حتى أن يقبلها العقل. وإذا كان الموضوع هو التساؤل عن "ثمن الخطية"، وطالما أن الإنسان لم يدفع هذا الثمن، وكان من دفع هو المسيح – وذلك طبقًا للفكر السائد – فإن هذا يضعنا أمام أحد الاحتمالات التالية، وهي كلها احتمالات خاطئة لا يرضى أصحاب الضمائر السليمة. الاحتمال الأول: إن الخطية تساوي ابن الله! وهذه الفكرة شنيعة جدًا؛ لأن ابن الله هو الأُقنوم الثاني الإله المتجسد، فكيف يمكن أن تتساوى أعمال البشر مهما كانت بالجالس على الشاروبيم وخالق كل الأشياء " الاحتمال الثاني: إن الخطية لا تساوي ابن الله فعلا وحقًا، ولكن هذه الفكرة تقال لكي تدفع الناس، والخطاة جميعًا إلى التوبة. ورغم أن هذه الفكرة أقل شناعة من الفكرة الأولى، ولكن استخدامها يستند إلى السلوك الاجتماعي والفكر السياسي الذي يدفع الناس إلى تصرف معين بقوة ضغط هائلة هي قوة "الشعور بالذنب". إن التوبة هي "تغيير الفكر"، Μετανουια من الأصل اليوناني - Metanouia وبالتالي هي اكتشاف لمحبة الله، وشوق إليه يفوق شوقنا إلى الخطية. وتوبة "الشعور بالذنب" لا يمكن أن تقارن بتوبة المحبة الكاملة التي يبشرنا بها : الرسول يوحنا "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج " الاحتمال الثالث: إن الثمن هو تأكيد يقال دون أن يكون له مضمون في الواقع، وذلك لتأكيد غضب الله وقداسته وهذا يعني أنه لم يكن هناك حقًا - في الواقع - ثمنًا دفع، ولكن الفكرة تقدم من أجل تأكيد غضب الله وضرورة تقديم ترضية مناسبة تجعل هذا الغضب يهدأ أو يتوقف تمامًا.
وهذه أيضًا فكرٌة شنيعٌة تمامًا لأنها: أولا: ليست في الكتاب المقدس، ولا هي عند الآباء، وإنما علَّم بها لاهوتي غربي هو أنسلم Anselm لأنه كان أحد الذين أرادوا تأكيد حق وجود وشرعية حكومات عصر الإقطاع الأوروبي، حيث لا يقبل النبيل وسيد الإقطاعية أن يعامل مثل الفلاح والأجير، ولذلك لا تعتبر إهانة السيد والأمير مثل إهانة عامة الناس، وبالتالي تحتاج هذه الإهانة إلى ترضية تصرف غضب السيد والأمير. ثانيًا: هذه فكرة وثنية تمامًا، ولعل القارئ قد لاحظ تسرب هذه "الوثنية" تحت اسم عقيدة الكفارة " ** كتاب موت المسيح على الصليب - دكتور جورج بباوي صفحة 56 - 58
وكما نرى فأن هذا الفكر الذي يمثله الدكتور جورج بباوي يتهم الكنيسة القبطية باتهام واضح :
وهو انحراف تعليم الكنيسة إلى درجة وصف بها هذا التعليم بالوثنية ...
وهنا أقوم بالرد على هذا الاتهام المجحف للحقيقة والبعيد كل البعد عن تعليم الكنيسة القبطية ...
من خلال المحاور الثلاثة : الكنيسة . الكتاب المقدس . تعليم الآباء .
ويجب أن الفت الانتباه إلى أن الدكتور جورج بباوي قد تغلغل في كتابه ( موت المسيح على الصليب ) إلى تفاصيل كثيرة جدا ،، ولغويات ومقارنات تجعل القارئ العادي تائها ولا يدرك المعنى الذي يصبو إليه .. مع تكرار تفاصيل اتهام للكنيسة ،، ومحاولة إقناع القارئ بفكرته عن الصليب والفداء ،، حتى أنه في سياق ذلك أخرج كل الكلمات عن معانيها الطبيعية الواضحة ،، ليخرج بها إلى معاني أخرى ليثبت فكرته متحديا أن نجد نصوصا أبائية تتكلم عن دفع الثمن أو قدرة المسيح على إيفاء العدل الآلهي.. حتى أنه يسخر كثيرا من هذه الأفكار ،، ويغرق القارئ بالعديد من الأسئلة حول علاقات اللاهوت واقانيمه ،، ليربك القارئ غير المعتاد على مناقشة الأمور اللاهوتية ..
أن طريقة عرضه للمواضيع قد ذكرتني بالأفكار الغنوسية وأناجيل الابوكريفا التي يختلط بها التعليم بأفكار فلسفية ،،
ولذلك قمت بكتابة التعليم الكنسي و الآبائي في وضوح وبساطة ،، حتى يتأكد القارئ من دقة التعليم الكنسي . وأود أن أوضح أن هذا جزء بسيط من التعليم الآبائي والكنسي الذي يتناول هذا الموضوع ،، حتى لا يمل القارئ من تكرار المعاني ويتوه منه التعليم المقصود ..
| |
|