الابن الضال
ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد ( لو 15: 24 )
أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى ده ؟ ! ( لو 15: 4 )
ربما ظن الابن الضال أنه اتضع عندما اعتزم أن يطلب إلى أبيه أن يجعله كأحد أجراه، أي كواحد من خَدَمه، ولكن الواقع أنه لم يكن أهلاً لمركز أجير . فهل تظن أن أحداً يقبل في خدمته شخصاً بيده شهادة سير وسلوك كشهادة الابن الضال ؟ إن صفاتنا لا دخل لها في الموضوع على الإطلاق، فإن النعمة المُطلقة تتسامى فوق كل خطية وإثم، وما على النفس إلا أن تأخذ مركز الخاطئ وتدع الله يُظهر غنى نعمته ومحبته، فما يفعله الله في هذه الحالة هو أنه يمنحني ليس فقط الحياة بما يليق بالله ويليق بأحد اولاده .
ويذهب لأجل الضال حتى يجده . وإذا وجده يضعه على منكبيه فَرِحاً . ويأتي إلى بيته .. ( لو 15: 4 ،5 )
يا لها من نعمة دائمة ! "حتى يجده" . إن عزم الراعي الصالح لا ينثني حتى يصل إلى هذه النقطة . وإلى أي حد ينبغي أن يذهب وراء الذي فُقد ؟ يذهب إلى حيث يُعرَّى ويُجرَّح ويُترك بين حي وميت . وهل هذا كل شيء ؟ ألا يصل إلى الموت نفسه حتى يخرج الخروف ؟ نعم إن "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" . ألم يتحمل الرب هذا لأجلك أيها القارئ ؟ "الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة" .
معنى الضلال : ضلَّ فلان أي لم يهتدِ، أو تاه عن حق أو طريق، وسعيه لم ينجح .
مَنْ هم الضالون : "كلنا كغنم ضللنا" ( إش 53: 6 ) .
زمن الضلال : "زاغ الأشرار من الرحم، ضلوا من البطن متكلمين كذباً" ( مز 58: 3 ) .
أسباب الضلال :
1 محبة المال : "لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرة" ( 1تي 6: 10 ) .
2 المعاشرات الردية : "لا تضلوا . فإن المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة" ( 1كو 15: 33 ) .
3 عدم معرفة الكتب : "فأجاب يسوع وقال لهم : أَليس لهذا تضلون، إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله ؟ " ( مر 12: 24 ) .
4 طريق وتعليم بلعام : "قد تركوا الطريق المستقيم فضلّوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أجرة الإثم" ( 2بط 2: 15 وأيضاً إر23: 32، 50: 6 ) .
5 قلب الإنسان : قال عنه الرب "قلب مخدوع قد أضله" ( أي أضل الإنسان ) ( إش 44: 20 ) .
6 الشيطان وأعماله : إنه "التنين العظيم، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله" ( رؤ 12: 9 ) .
طريق الهداية : نفهمها من قصة الضال الواردة في لوقا15
1 الاستيقاظ : لقد رجع الابن الضال إلى نفسه، وشعر أنه هالك لا محالة .
2 اتخاذ القرار : قال : أقوم وأذهب إلى أبي . وقام فعلاً تاركاً الخنازير وخرنوبها .
3 الاعتراف بالحالة : اعترف بخطيته وحزن عليها .
4 الإيمان وقبول عمل الأب : لقد وثق في محبة أبيه وقبل عطاياه، وتمتع بالذبيحة، وهي إشارة جميلة لعمل المسيح الفادي لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" ( عب 9: 22 ) والنتيجة المباركة فرح الأب بالضال الراجع "لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوُجد" ( لو 15: 24 ) .